عقربا: فجرٌ وإشراقه
عقربا مشهد حقيقي يتكرر كل يوم...تُبصره عين عاشقها .. فالمشهد واقعٌ مُعاش لا نسج خيال أو صورةٌ تُرسم في الأحلام, فكلَ فجر يوم ومع كل إشراقه شمسٍ تعلو السماء يتجدد المشهد وتزدان الصورة.. لتكون بذلك أجمل معزوفةٍ تُنشَد للجد في الحياة.. بل هي للكفاح الأغنية يرددها الأحرار كل صباح, وهي في الكون آية تُنبئك عن دقةٍ في الخلقِ وإبداعْ.. وهي للحب البوصلة إذ العشق للأرض مستمد من مثل هذه الصورة...
وإن شئت فقل هي شرارة الإبداع والجد والنجاح يرددها الكون مجتمعاً كل فجرٍ وصباح . فانهض أخيه باكراً وسر في الدرب لتبصر عقربا في فجرها وإشراقه شمسها.
ها أنا ذا أقف عند الحديث عن بلدي ضعيفاً وكأني في خضم بحرٍ لُجي ٍ عاتي الأمواج شديد الرياح .. وكأني أقف صفراً في كونٍ فسيحٍ ممتد الآفاق ... فالمشهد أكبر من أن أرويه .. أكبر من أن تلتقطه كاميرا فنان.. أعظم من أن يحويه عقل إنسان.. أو أن يُخط بالأقلام....
فها هي شمس بدأت تشق طريقها نحو كبد السماء.. تعلو الهوينَ الهوينى , وهي تدك بسيرها معاقل الظلام , تتقدم ببطء من خلف هاتيك الجبال .. جبال الأغوار , وتتقدم بأنوارها الذهبيةِ الضياء وتعلو سمائنا والفجاج .. ونسيم هادئ في الجو أعلن ميلاد الصباح .. وبدأ بسيره يعمُ الأرجاء ويعلن بدء الإجلاء للظلمة ولبقايا ليلٍ يقسم على العودِ مجدداً في المساء ... وغيومٌ في سماء بلدي تبدو في حِراك رغمَ عُلوٍ وارتفاعْ .. إذ تطاردها شمس الإشراق ... ومع علو الشمس , وبدء سريان الدفء , وانقشاع الظلمة تطل من الشرق جبال الأغوار .. بهدوء ودون ضجيج .. تتقدم لتأخذ موقعها وَلِتُكْمِلَ الفن في الصورة . فيا للجمال الذي أودعه الخالق فيك يا بلدي .. ويا لتلك اللحظة ما أجمل المنظر فيها .. شمس تعلو فوق الجبال وتبث فينا الحِراك ...
وورود وأزهار في تلك اللحظات أفاقت من السُبات .. لتستنشق عبير الفجر , وتعلن استمرارها على العهد , ولتواصل نموها والمسير .. ولتكون جزءً من أجمل صورة : تحكي جمالاً رسمه الخالق في بلدي .. إذ منظرها عند الفجر خلاب وجذاب ..
وأشجارُ زيتونٍ قد ألقت رواسيها في أعماق الأرض . . لا تلين رغم توالي العصور , تظل دوما بالخضار مُوَشحةٌ رغم تغير الفصول ..ولها عند الفجر نور .. نور من زيتها المبارك في قرآننا والدستور ..
وسهل أخضر قد خُط بريشة فنان .. سهل ٌ بطوله يستقبل الشمس من مشرقها وحتى الغروب .. يقول أنا هنا أزين المشهد بأزهاري والورود بأشجار الزيتون بقمحي والحبوب ....
وعصافيرٌ في بلدي .. ما أجملها !! بل قل ما أجمل النشيد نشيد زقزقتها في الصباح .. فهي تُنشد وتسبح الله في الصباح .. فاسمع لها تعجبك ... فيا لها من معزوفة : انتظامٌ , دقةٌ , وجمالْ . معزوفة تغرس فيك الحب والوفاء .. الحبَ لعقربا وكل الوفاء ...
وديك من بلدي .. قد أعلن في الأحرار صوت التوحيد .. الله أكبر ..الله أكبر.. ونادى باسم الله : أفيقوا قد طلع النهار .. جدوا في طلب رزقكم .. فان الله بارك لكم في الإبكار عند الصباح ....
ومسجد لا زال فيه نورٌ وأنوار .. نور الإيمان الذي يعمره .. وأنوار قوم لا زالوا فيه حتى الإشراق , هم بين ذاكرٍ وتالٍ ٍ للقرآن ... فيا لها من صورة تحكي الإيمان ونوره في مساجد زُرعت في عقربا وكأنها أعمدةٌ من نور تُمد الأرض ببركة السماء..
ومئذنة.. بل هي سبع !!! تعلن رغم علوها وشموخها .. ذلها وانكسارها بين يدي الله .. تعلن سجودها للخالق الذي ملء الكون بهاءً وجمالاً ... فانظر أخي لتلك الشواهد عن الإبداع في بلدي..
تلك بعض معالم ربانية أبدعت في عقربا بلطف واقتدار .. وتلك لمسة جمالية فطنت لها عند الإشراق .. وهي جزء من مشهد يُبصر كل يوم.. يحكي تاريخ آلاف السنين .. يحكي تاريخ معالم وشواهد وتُراث .. لتبشر بمستقبل واعد ..
فانظر أخي يرحمك الله لخيرٍ أنت فيه.. واحمد الله على خيرِ بلدٍ ولدت فيه
منقول عن منتديات عقربا
منتدى نلتقي لنرتقي